حكاية تتوارثها الأجيال

حلة عبر الزمن تكشف جذور عائلتنا، من البدايات الأولى إلى لحظات المجد والكرامة. كل فصل يروي قصة، وكل قصة تحفظ ذكرى، لتبقى الملحمة حيّة في الذاكرة والوجدان

تاريخ عائلة مكادي •

ملحمة آل مكادي

سيرة الكرامة والجذور

البذور الأولى زمن محمد علي باشا

على ضفاف النيل، حيث يتعانق الخصب مع التاريخ، ولدت الحكاية. في زمن محمد علي باشا، حين كان يعيد رسم خريطة مصر بالزراعة والجيش والإدارة، بزغ في سمالوط اسم ناشئ آل مكادي. لم يكونوا مجرد فلاحين يحرثون الأرض، بل رجال حملوا في ملامحهم وعد المستقبل. فكان أن منحت لهم أراض على شاطئ النيل، فزرعوا القمح والقطن، وربّوا الماشية، وأصبحوا مع الأيام بيتًا تُشار إليه العيون بإجلال

علي بك مكادي

حكيم الصعيد وعدله النصف الأول من القرن العشرين ظهر علي بك مكادي رجل الحكمة والهيبة. لم يكن مالكًا للأرض فقط، بل كان حكمًا بين العائلات، يطفئ نار الخصومات بكلمة صادقة، ويرفع راية الكرامة فوق كل غضب. جلسته على السجادة بعمامته البيضاء وصوته الرزين كانت مجلسًا للعدل والصفح، حتى صار لقبه “البك” وسامًا للوقار لا للوجاهة

يوسف مكادي - المناضل الحر وثورة الضباط

م جاء زمن التحولات الكبرى، وكان الفتى يوسف مكادي أحد أبنائها ولد جريئًا، والتحق بالجيش شابًا، ليصبح جزءًا من تنظيم الضباط الأحرار. وفي فجر 23 يوليو 1952 حين دوّت البنادق وارتفعت الهتافات بالحرية، كان يوسف هناك، حاضرًا في لحظة ولادة الجمهورية. دخل بعدها المعترك النيابي، فكان عضوا في مجلس الأمة ثم مجلس الشعب، صوته يجلجل دفاعًا عن الفلاحين والبسطاء

لحظة 1971 الفريدة

في عام 1971 شهدت الحياة البرلمانية المصرية لحظة فريدة بتزامن وجود اثنين من أبناء عائلة مكادي في عضوية البرلمان؛ حيث كان علي مكادي عضوا بمجلس الأمة الاتحادي، بينما شغل يوسف مكادي عضوية مجلس الأمة، في مشهد نادر يجسّد الحضور الوطني والسياسي القوي للعائلة في تلك المرحلة المهمة من تاريخ مصر

مسيرة النائب الشعبوي

واصل يوسف مكادي مسيرته تحت قبة البرلمان من 1971 حتى 1976 صوته يجلجل دفاعا عن الفلاحين والبسطاء. كانت له مواقف برلمانية مشهودة رسخت صورته نائبًا قريبًا من الناس. وفي انتخابات ،1976 خسر بفارق ضئيل أمام مصطفى عامر، لكنه خرج من الهزيمة شامخًا وهو يردد كلمته الخالدة: “الاسم يبقى أقوى من الكرسي

السادات في بيت مكادي

 أسطورة محلية عام 1978 اندلع خلاف طویل بین آل مكادي وآل عامر عقب الانتخابات، وكاد أن يتحول إلى فتنة كبرى. فجاء الرئيس أنور السادات بنفسه إلى بيت يوسف مكادي في سمالوط، في موقف استثنائي أصبح أسطورة محلية. جلس السادات إلى جوار يوسف عامر ، ووضع يده على كتفيهما قائلاً: “إحنا إخوة، واللي بينكم لازم يتصلح… مصر محتاجة نبقي إيد واحدة

علاء مكادي

جيل الألفة والتجديد ومع مطلع الألفية الثالثة، برز اسم علاء مكادي ممثلاً لجيل جديد اختار البداية من العمل الاجتماعي والرياضي قبل السياسة، فاكتسح انتخابات نادي المنيا الرياضي عام 2003، مثبتًا أن اسم مكادي لم يغب بل تجدد كان حضوره وسط الشباب مؤثرًا، وصوته مسموعًا، ووجهه المشرق يعكس ثقة الناس

 عودة إلى البرلمان واستعادة المجد وفي عام 2005

اد اسم مكادي بقوة إلى البرلمان عبر علاء فيصل مكادي، الذي خاض معركة انتخابية شرسة في سمالوط وانتهت بفوزه واستعادة مقعد العائلة التاريخي خرجت النساء يزغردن من الشرفات وامتلأت الشوارع بالهتافات “الاسم أقوى من الكرسي. تأكد للجميع أن الإرث لم ينقطع، وأن العائلة باقية في الذاكرة والواقع

الأجيال المتعاقبة والاستمرارية

من 2010 إلى 2020 واصل أبناء وأحفاد آل مكادي خوض المعارك الانتخابية تارة بالربح وتارةً بالخسارة، لكن حضورهم ظل قائمًا. أصبحوا رمزًا للاستمرارية، ودليلًا على أن إرثهم ليس تاريخا من الماضي فقط، بل حاضرًا حيًا يتجدد مع كل جيل

الملحمة المستمرة

هكذا، من عهد محمد علي إلى علي بك ومن يوسف إلى علاء تكتب ملحمة آل مكادي سطورها. رجال حملوا السلاح يومًا، والكلمة يومًا ،آخر عاشوا بين النصر والهزيمة، لكنهم لم يعرفوا الانكسار. وما زالت المنيا تروي قصتهم كحكاية بيت صاغ المجد والكرامة، وظل حاضرًا في الذاكرة والواقع…. ملحمة بدأت في عهد محمد علي، وما زالت تُكتب فصولها حتى يومنا هذا

رموز آل مكادي •

رموز مؤثرة

عبر الأجيال، برزت شخصيات آل مكادي كرموز سياسية واجتماعية مؤثرة؛ من حكمة علي بك مكادي، إلى نضال يوسف مكادي، ثم حضور العمدة سمير مكادي، وصولًا إلى علاء مكادي الذي جسّد
روح التجديد وخدمة الوطن.